موضوعنا اليوم موضوع شيق للغاية .. و مؤكد أنك عرفته من خلال قراءتك للعنوان .
التفاؤل ليس كما تتخيله .. أي أنك فقط تبتسم أو تظهر ابتسامة على وجهك والتظاهر بأنك سعيد ومرتاح نفسياً وتشعر بحالة رائعة .. بل هي في الحقيقة عكس ذلك , و ستجعلك أفضل بكثير عما كنت قبل بالطبع هو الآخر مرتبط بالعقل الباطن , تقريباً كل أحساسيس الإنسان وذكرياته وقدراته متجمعة في عقله الباطن ! 🙂 .
ما هو التفاؤل ؟
التفاؤل ببساطة هي فطرة لدى الإنسان , فمن المستحيل أن تجد طفلاً متشائماً ! إذن هي تولد معنا , لكن تتلاشى بفعل وجهات نظر وتصرفات المجتمع .. وهنا لا أقصد أنك أو أنا ألعب دور الضحية البريئة .. فبإمكانك أنت أن تكون أكثر تفاؤلاً بينما من يحيطون بك حائزون على جائزة جينيس للأرقام القياسية في التشاؤم ..
من نظر فلسفي ؛ فالــتفاؤل يعتبر ميل لإحساس إيجابي والإيمان به ... وهو النظير الفلسفي الشرس للــتشاؤم .
كما أن التفاؤل يعني توقع الأفضل في المستقبل و عدم توقع الشيء والمحبط كي يصير كأقرانه الحاصلين على جينيس في الأرقام القياسية .
تستطيع القول أن التفاؤل هو الأمل .. أو أن التفاؤل أخ الأمل .
أنواع التفاؤل
إقرأ أيضاً : العقل الباطن ... أغرب بكثير مما تتوقع !هو نوعان لا ثالث لهما : تفاؤل ( طبيعي ) و تفاؤل أعمى لا عين له !
فالتفاؤل الطبيعي : هو حسن الظن بالله وما هو آتٍ , وهو الأمل لما ستقوم به أو تخطط للقيام به .. وترك النتائج لله عز وجل .
لأنك بالأخير لن تستطيع التحكم بالنتائج .. والأقدار هي من ستفعل ذلك
أما التفاؤل الأعمى : فهو التفاؤل المبالغ فيه للغاية و هو من سيدمرك بالتأكيد ...
مثال على ذلك :
أنت في مروحية Helicopter وقررت النزول والمروحية في السماء , وليس لك وسيلة للهبوط .هذا مثال مبالغ فيه قليلاً .. بالطبع لا أحد سيفعل هذا , لكن أحاول أن أوضح الأفكار بهذه الطريقة 😃 .
فستقوم برمي نفسك من علو ألفي 2000 متر معتقداً أنك ستنزل سالماً معافاً لن يصيبك أي مكروه .. ولا حتى خدش !
لماذا سأحتاج هذا التفاؤل .. و في أي حالة سأحتاجه ؟
ربما قد تظن أني أستغبيك الآن .. أو أني لست بكامل قواي العقلية .
لكن صدقني أنا بكامل قواي العقلية , وأنا لا أستغبيك ولن أستغبيك بإذن الله . على أي حال ...
إذن بدأت بسؤال لماذا سأحتاج التفاؤل ؟ .. وسأجيب الآن عليه .
أولاً .. التفاؤل بالخير يجيء به .. وهذا حسب ما قاله رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
تفاءلوا بالخير تجدوهأيضاً .. التفاؤل يسهل عليك التعامل مع المشاكل و يزيد من الثقة بالنفس لدى المرء .
علينا أن نتفق أولاً على شيء ما .. وهو أن التشاؤم يأتي نتيجة عجز الإنسان على حل المشاكل التي يمر بها ... إذن بإمكانك تجميد المشكلة ! نعم , جمد المشكلة وعش لحظتك الآن وتخلص من التشاؤم , واكتسب طاقة إيجابية لتصبح أكثر تفاؤلاً ثم عد للمشكلة من أجل حلها , و اعلم أن الحل سيكون بجعبتك آنذاك .
أما بالنسبة لزيادة ثقتك بنفسك , فهنا ... عبر التخطيط لما ستقوم به ( وقد سبق وأن تطرقت لهذا الموضوع ) ... وبعد تخطيطك لكل أعمالك .. تفاءل !
نعم لمَ لا ؟ .. هذا .. وبطريقة غير مباشرة سيكسبك ثقة عالية بنفسك , وستقدر نفسك أكثر مما كنت عليه , وستقدر ما تقوم به ..
وأيضاً , سيزيدك هذا عزيمة وإصراراً لتتقدم وتترك آثار خطواتك لمن بعدك ليتبعك !
كيف أصبح إيجابياً
إنسى مافات : في الواقع , أسخف شيء قد تفعله في حياتك هو حمل مشكلة مرت بك سابقاً طول حياتك ... فالمشكلة قد مرت , أو ذلك الحدث قد حدث, فلماذا مثلاً تود أن تتذكره وأن تصاحبه وأن تجعله رفيقك الدائم ...
ألا تعلم أن هذا يسبب لك التشاؤم وضيق الصدر والرأس وكل شيء ؟! ...
ببساطة : مشكل وصل أجله .. لا تجعله يمتد !
انفع غيرك ومن حولك : لا تنسى أبدأً أن تنشر تجربتك من التشاؤم إلى التفاؤل وتعليمهم كيف تحولت من وضع إلى وضع مختلف تماماً .. واجعلهم يمشون على خطاك التي جعلتك تنقلب إيجابياً 180 درجة بالضبط !
وأيضاً شارك كل تجاربك وعلومك ومعارفك التي اكتسبتها ولا تبخل على أحد بكلمة مهمة أو مفيدة ...
وتذكر أن هذا سيسهل عليك حياتك وآخرتك .. ديناً ودنيا ..
لا تشك همك للناس : لا أحد سيهتم لهمومك أصلاً ( إلا من رحم ربي عز وجل ) , فماذا سيستفيدون هم مثلاً إن سمعوا لك وأنت تحكي لهم بؤسك ؟!
لا شيء .. لن يتصنتوا لك حتى , فالإنسان بفطرته يكره السلبية ويميل للإيجابية , ولن يحب أحد أن يسمع ما لديك إلا من الجيد ...
فاعمل على هذا ولا يغرك أحد أنه متابع لحديث همومك ( إلا من رحمه سبحانه وتعالى ) .
لا تسمح لتفاؤلك بالحكم بصفة عامة : نعم نعم .. ما تقرأ صحيح , لا تسمح لتفاؤلك بأن يتحكم ويحكم عليك ... وازن بين التفاؤل والواقعية , لا تمل للـ ( التفاؤل الأعمى ) .
لأنك غالباً ستكون غريب الأطوار ومنبوذ ومرفوض وغير مرغوب فيك .. لأنك ستبدو على غير طبيعتك , والإنسان الطبيعي عندما يبدو للآخرين أنه ليس على طبيعته فإنهم يلقون به لسلة القمامة ! ... لهذا احرص على الموازنة .
خير الأمور أوسطهاوأيضاً لا ننسى هذه الآية من القرآن الكريم
إنا جعلناكم أمة وسطاًو كلمة وسطاً هنا تعني غير مبالغ فيه ولا عكس ذلك , أي أن يكون المرء معتدلاً في عمله و تعامله و " تفاؤله " .. وإلى آخر
أظن أني سأصل بك إلا نهاية المقال الآن .. سأودعك لحين التحديث لمقالة جديدة .. وشكراً على حسن المتابعة .
😊
تعليقات
إرسال تعليق